تتصدر المرأة البلجيكية المشهد السياسي والإعلامي هذه الأيام ، فبعد الإحتفالات يوم الجمعة الماضي ببلوغ ولية العهد أليزابيت سن 18 سنة والتي ستكون أول ملكة في تاريخ البلد ، كون قانون ولاية العهد كان ينص على أن الذكور فقط لهم الحق في الحكم ولو كانت لهم أخوات أكبر منهم ، وتم تغيير القانون مؤخرا لتصير المعنية ولية العهد .
واليوم صارت للبلد رئيسة وزراء في سابقة أيضا ، فهو منصب كان يحتكره الرجال على مر تاريخ البلد ، وستدخل السيدة Sophie Wilmès تاريخ البلد كأول سيدة تتولى هذا المنصب ، وهي متزوجة وأم لأربعة أطفال ، وشغلت عدة مناصب منها وزيرة للوظيفة العمومية ووزيرة للمالية إضافة لكونها كانت نائب فيدرالي .
يذكر بأن البلد منذ عشرة أشهر تحكمه حكومة تسيير أعمال ، وليست هذه الحالة السياسية بسابقة في تاريخ البلد ، فقد ظل البلد 2008 – 2007 تحكمه حكومة تسيير أعمال 194 يوما ، ومع ذلك لم يشعر المواطن خلالها بالأزمة المالية التي بدأت تعصف في العالم حينها وخاصة في الدول الغربية وتسببت بمآسي اجتماعية في بعضها ، وحتى أن البلد ضرب رقما قياسيا في البقاء بلا حكومة ” رسمية ” خلال أطول أزمة سياسية في تاريخه والتي امتدت 541 يوما ( 2011 – 2010 ) وعلى امتداد أكثر من سنة ونصف ظلت مؤسسات الدولة تعمل بشكل طبيعي ولم تتأثر حياة المواطن اليومية ولا الخدمات العامة بالأزمة السياسية التي عاشها البلد ، بل بالعكس حصل خلال هذه الفترة زيادات معتبرة في الرواتب واستقرار مالي وتقدم للبلد في مجالات وقطاعات متعددة .
للعلم … سبب هذه الأزمات السياسية التي تحصل أحيانا بعد إنتخابات تشريعية فيدرالية يعود الى أن البلد لا يمكن لحزب سياسي واحد حكمه بحكومته الخاصة ، ولتشكيل تحالف سياسي بين الأحزاب المتفوقة في نتائج الإنتخابات يتمتع بأغلبية برلمانية ، يأخذ التفاوض والإتفاق بينهم أحيانا عدة أشهر .