وانطلقت حملة الترهيب والترغيب

بيتنا الصغير كل شيء فيه تحول الي صورة مصغرة للألم فلم يعد أحد منا يفكر إلا في ما حدث ومايدور حول الجريمة وذلك لبشاعة وقع الجرم ، حتي أحد الصغار احيانا يحدثنا معتقدا أن أحدا ضرب اخته علي قدميها وتركها غير قادرة علي الحركة، فلا يستطيع أحد أن يجيب إلا بمحاولة إخفاء دمعة لا يريد أن يراها أحد من حوله .
وفي ظل ذالك كانت صغيرتي توصل النهار بالليل بكاء وخوفا لا يفارقانها وباتت مخيلتها تعيش صور الوحش كانها تراه حقا.
ونحن نعيش مانعيش بدأت حملات الترهيب والترغيب مبكرة حين حاول بعض أهالي الوحش مهاجمتنا أمام المحكمة يوم أحيل للتحقيق فكانت كلماتهم البذيئة والصادمة بأننا علي باطل وأنهم يملكون المال والجاه وسنتعب وسنجنح للصلح يوما ما ، وتوالت تلك الحملات في الضغط حتي من محيط العمل حيث تم تجنيد أقارب الجاني للحديث الي مسؤول اتبع له مباشرة لكن هذا الأخير حذرهم من الحديث حتي عن القضية لأنه يعتبر الوحش مجرم وأن القضية قضية حقوق يجب الابتعاد بها عن محيط العمل ،حتي محامي المجرم حاول الوصول إلي عبر بوابة العمل لكنه فشل لأنني أخبرت الجميع برفضي التام الحديث معه .
وأكثر شيء نذالة هو ان يتصل بك شخص ويقول لك نحن قادرين علي جعلك تحصل علي ترقية في العمل مقابل أن تتنازل عن هذه القضية ثم يضيف لن تحقق شيء والاجدر بك أن تنتهز الفرصة ، وانت تجيبه انه مجرد وحش آخر لا يعرف أن الكرامة والشهامة والعز أشياء لا تباع ولا تشتري، وأنك تبحث عن حقوق وستستعيدها مهما طال الزمن.
عشنا لحظات من التوتر مؤلمة خصوصا الأيام الأولي فنحن وجدنا أنفسنا محاصرين فالبيت لآبن عم الوحش ومنزل الوحش بالقرب منا ومعظم سكان الحي من أقاربه وهو أيضا يحاصر الصغيرة في منامها في كل ركن من البيت.
وذات يوم اتت احدي الجيران لتخبر زوجتي أن أهل المجرم اتو بأحد المشعوذين واسكنوه في منزل يقابل المنزل الذي نسكنه ولم يكن ذلك سوي محاولة للترهيب حتي نخاف ونستسلم ، كما أن البيت بات مراقبا ، ولم تتوقف حملات الترغيب عبر اتصالات هاتفية تارة من اشخاص لدينا بهم قرابة أو زملاء في العمل لكي نقبل التنازل .

هي فقط عينات مصغرة للمد الجارف الذي أحاط بنا ترهيبا وترغيبا ولولا أن الجبال لا تهزها الرياح لسقطنا في فخ غياهب تلك الحملات ، لكننا كنا بفضل الله اقوي مما يتصورون .